وافقت محكمة بريطانية الخميس على طلب السويد لتسلّم جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، الذي يعمل منذ سنوات على تسريب آلاف الوثائق السرية العائدة للحكومة الأمريكية، وذلك بعد رفضها الحجج باحتمال عدم اقامة محاكمة عادلة له.واعلن محامو اسانج على الفور انهم سيستأنفون الحكم مما يرجئ النظر في مصير الاسترالي البالغ 39 عاما لاشهر عدة. واعلن جيفري روبرتسون محامي اسانج للمحكمة "سنستأنف الحكم".
وقال القاضي هاورد ريدل رئيس المحكمة اثر جلسة مقتضبة بحضور اسانج في محكمة بلمارش (جنوب شرق لندن): "يجب ان احكم بتسليم اسانج الى السويد".
واستبعد القاضي الحجج التي قدمها فريق الدفاع عن اسانج لجهة ان المدعية العامة السويدية لا سلطة لها لاصدار مذكرة توقيف اوروبية او ان الادعاءات لا تشكل جريمة تستحق تسليم المتهم.
وجلس اسانج الذي ارتدى بذلة وربطة عنق دانكتين في قفص الاتهام دون ان يبدو اي تعبير على وجهه بينما تلي عليه قرار القاضي. وحضر الجلسة مشاهير يدعمون اسانج من بينهم جمايما خان وبيانكا جاغر الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان بالاضافة الى قرابة مئة صحافي من مختلف انحاء العالم.
وقال ريدل "في هذا البلد، هذا يعتبر اغتصابا"، وذلك في اشارة الى ادعاء امراة بان اسانج اقام علاقة جنسية معها دون وقاية بينما كانت نائمة.
واضاف ان المحامي السويدي لاسانج بيورغ هورتينغ "حاول تضليل المحكمة عمدا" عندما قال انه لم يتمكن من الاتصال باسانج لترتيب لقاء مع المدعين السويديين.
ورفض ريدل الحجج بان اسانج قد لا يواجه محاكمة عادلة في السويد وانه يحتمل ان يسلم بعدها الى الولايات المتحدة حيث يواجه امكان الحكم عليه بالاعدام. وقال ريدل ان مذكرة التوقيف سليمة وصالحة وان من واجبه احترام "الثقة والتقدير المتبادلين بين هذه المحكمة ونظيراتها في اوروبا".
وأستبعد القاضي ان يكون لتصريحات رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلت ان اسانج لا يحترم حقوق النساء اي تأثير على القضية.
وكان اسانج قال ان الدعاوى التي رفعتها امراتان تعرف عليهما خلال ندوة لموقعه الالكتروني في اغسطس العام الماضي وراءها دوافع سياسية بسبب عمل ويكيليكس الذي كشف وثائق سرية، حيث يقول محاموه انه يمكن ان يرسل الى معسكر غوانتانامو او ان يواجه عقوبة الاعدام.
واعتقل اسانج في السابع من ديسمبر في لندن بموجب مذكرة جلب اصدرتها المدعية العامة في السويد التي ارادت استجوابه حول اربع اتهامات منفصلة باعتداءات جنسية تقدمت بها المرأتان. وامضى اسانج تسعة ايام في السجن قبل ان يفرج عنه بكفالة قدرها 200 ألف جنيه أسترليني في الشهر نفسه وهو يقيم منذ ذلك التاريخ في منزل صديق على مسافة عدة ساعات من لندن.
وكان محامي الدفاع عن أسانج قد طلب عدم إخراج موكله من بريطانيا، وزعم أن المطاف سينتهي به في الولايات المتحدة، التي ستقوم باعتقاله في سجن غوانتانامو المخصص لعناصر القاعدة وحركة طالبان.
ويعتبر مؤيدو اسانج ان هذه القضية ترمي الى ضرب مصداقية عمل موقع ويكيليكس الذي نشر العام الماضي عدة وثائق اميركية سرية. وبعد نشر برقيات دبلوماسية اميركية احرجت واشنطن، تعرض موقع ويكيليكس لهجمات الكترونية في ديسمبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق